مسلسل الحسـن والحسين ومعــاويـة أزمــــــــــــة مرشحة للانفجار
كاتب الموضوع
رسالة
kamal_sultan Admin
المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 08/10/2010
موضوع: مسلسل الحسـن والحسين ومعــاويـة أزمــــــــــــة مرشحة للانفجار السبت يوليو 23, 2011 1:04 pm
التاريخ يعيد نفسه، قبل نحو خمسة وثلاثين عاما تفجرت أزمة فيلم الرسالة، وكانت دولة الكويت من بين المشاركين في إنتاجه، وخلال هذه الأيام يعكف المخرج عبدالباري أبو الخير علي مونتاج الحلقات الأخيرة لمسلسل الحسن والحسين ومعاوية، الذي يتناول الفتنة التي حدثت في أعقاب وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، ودور اليهود في التحريض عليها، المسلسل أيضا إنتاج إحدي الشركات الكويتية، واتفقت عدة فضائيات علي بث أحداثه خلال شهر رمضان الكريم. ليست هذه المرة الأولي التي يتم إعداد عمل فني يتناول هذه الفتنة، سبق أن كتب الشاعر والمفكر الكبير عبد الرحمن الشرقاوي مسرحية من جزءين، ثأر الله والحسين شهيدا، تناولت أحداث الفتنة والصراع علي السلطة ومقتل الحسين رضي الله عنه بعد حصاره وآل البيت عندما توجهوا للعراق لنصرة شعبها، المسرحية تحمس لإخراجها أواخر الستينات من القرن الماضي كرم مطاوع، واختار باقة من نجوم المسرح القومي لأداء الأدوار، منهم أمينة رزق وعبدالله غيث وسهير المرشدي، لكن الرقابة والأزهر الشريف رفضا رفع الستار عن المسرحية، وكانت أزمة إعلامية ومعركة نقدية شارك فيها العديد من الكتاب والمفكرون ورجال الدين، بينما استخدم هاني مطاوع حقه في مواصلة البروفات لعدة ليال كان العرض خلالها مكتملا، وشاهد بروفات العرض كاملا المهتمون، قبل أن يضطر للتوقف بسبب عدم الحصول علي تصريح بافتتاح المسرحية.
بعد أكثر من أربعين عاما من هذه الواقعة، سوف يظهر الحدث والشخوص التي اعترض بعض رجال الدين علي ظهورهم فوق الشاشة، ربما صدرت بعض الأحكام القضائية بمنع عرض المسلسل، لكن في ظل السماوات المفتوحة، وتعدد الأقمار الصناعية، وإمكانيات البث عبر الأنترنت والتليفونات المحمولة، سوف يتمكن كثيرون من مشاهدة المسلسل، وسوف تتفجر العديد من الأزمات والأسئلة وربما يؤدي إلي اتساع الفجوة بين المسلمين السنة والشيعة مسلسل الحسن والحسين ومعاوية حصل علي موافقة عدد كبير من علماء الدين، وأجاز عرضه شيوخ كبار منهم يوسف القرضاوي وشيخ سليمان العوده ووزير الأوقاف اليمني وخالد بن عبد الله عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم، بينما ظهرت تسع عشرة فتوي دينية تجيز عرضه، وأيضا وقف الكثير من رجال الدين علي الجانب الآخر، الرافض لتناول الفتنة والشخوص الدينية وظهورهم علي الشاشة، وعلي قائمة المعترضين الأزهر الشريف، الفتاوي المؤيدة ساهمت في استمرار المخرج في تصوير أحداثة في أغوار الأردن وبعض المواقع داخل سوريا، واختار الأردني محمد المجالي لأداء شخصية الحسين إلي جانب مجموعة من النجوم السوريين والأردنيين يتقاسمون الأدوار الرئيسية، كان الفنان نورالشريف تقدم بفكرة لأداء شخصية الحسين في مسلسل تليفزيوني، لكن لم يتعد الأمر حدود الفكرة، بسبب رفض الأزهر الشريف.
كانت أزمة تناول الشخوص الدينية الكبيرة في أعمال فنية تفجرت عام 1976 عندما قرر المخرج مصطفي العقاد الاستفادة بخبرته في دراسة فن السينما في أمريكا، وتقديم عمل كبير عن الإسلام، ووافقت ثلاث دول علي المساهمة في إنتاجه، وبلغت التكاليف في هذا الوقت نحو 2 مليون دولار، وفي عام 1969 بدأ التصوير، وقبل السماح بمشاهدة الجمهور لأحداثه في دور السينما اعترض مجمع البحوث الإسلامية، وأشار إلي أنه لايجوز أن يشاهد الجمهور داخل الدور التي تقدم أعمالا للمنحرفين فيلما عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وتحول الخلاف بين المؤيدين والرافضين لعرضه لمعركة إعلامية، تشابكت فيها عدة أطراف، رسمية وإعلامية وشعبية وجماهيرية، وشاهده في عرض خاص وزراء خارجية الدول الإسلامية، وعدد كبير من رجال الدين، وأكد كثيرون أنه لايوجد ما يمنع عرضه، لكن انتصرت وجهة نظر مجمع البحوث، وبينما تم عرض الفيلم في أسبوعه الأول داخل 400 دار عرض في أوربا وآسيا، التزمت محطات التليفزيون الأرضية في العالم العربي وكذلك دور السينما بمنع عرضه، إلي أن بدأ عصر السماوات الفضاء، وأصبح الفيلم يتكرر عرضه باستمرار في المناسبات الدينية، لكنه مازال ممنوعا من المحطات الأرضية ودرو السينما في الدول العربية. مسلسل الحسن والحسين ومعاوية لايتجاوز فقط الخطوط الحمراء التي اتفق عليها معظم رجال الدين في منع ظهور بعض الشخصيات الكبيرة في التاريخ الإسلامي، لكنه أيضا يفتح أبواب فتنة وخلاف كبير، سوف تتجاوز أثاره شاشات التليفزيون، كما أنه يطرح قضية عجز الحكومات والدول عن مصادرة حرية عمل الفن وتناول القضايا والأفكار بعيدا عن قيود الرقابة، التي أصبحت عاجزة عن المنع، بعد أن نجحت تكنولوجيا الاتصالات في الوصول للناس في كل مكان، دون حسيب أو رقيب.
مسلسل الحسـن والحسين ومعــاويـة أزمــــــــــــة مرشحة للانفجار